الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014
مفهوم صعوبات التعلم Learning Disabilities
صعوبات التعلم Learning Disabilities
مفهوم صعوبات التعلم
يتضح من خلال مراجعة الأدبيات المتعلقة
بصعوبات التعلم في أن هذا المصطلح (صعوبات التعلم) قد ظهر نتيجة لتعدد المسميات
التي أطلقها عدد من المختصين في أمراض اللغة والكلام، الطب النفسي، العيون،
البصريات، التربية.
فمنذ
بدايات ظهور مصطلح صعوبات التعلم أخذ العلماء في وضع تعريفات اتصفت بالتنوع ،
فمنها ما يميل إلى الاهتمام بالنواحي التربوية لهذه الظاهرة ، ومنها ما يميل إلى
مجالات العلوم الأخرى ، وأشهرها المجال الطبي .
مصطلح " صعوبات التعلم " قد تم ذكره لأول
مرة من قبل صموئيل كيرك عام (1962م) ولم يخرج هذا المصطلح للوجود إلا بعد سيل من
مناقشات مطولة أجريت في المؤتمر الذي عقد عام (1963م) من قبل مجموعة من الآباء
والمهنيين، والتي تركزت مناقشاتهم على الطلبة الذين يواجهون مشكلات مدرسية حقيقية
على الرغم من أن معدلات ذكائهم هي حول المعدل الطبيعي أو أعلى منه.
وقد قدم كيرك
تعريفه لتلك الحالة بمانصه "ترجع صعوبة التعلم إلى عجز أو تأخر في واحدة أو أكثر
من عمليات النطق (الكلام) ، اللغة، القراءة، التهجئة (الإملاء)، الكتابة أو الحساب
نتيجة خلل في وظيفة الدماغ أو اضطراب انفعالي أو سلوكي ولكنها ليست نتيجة لتخلف
عقلي أو إعاقة حسية، أو عوامل ثقافية أو تعليمية "
وفي السبعينات أصدرت الحكومة الاتحادية الأمريكية القانون العام رقم 94/142 والذي حدد الأطفال الذين
لديهم صعوبات التعلم ( بأنهم أولئك الأطفال
الذين يعانون من قصور في واحدة أو أكثر من العمليات الأساسية التي تتطلب فهم، أو
استخدام اللغة المكتوبة، أو المنطوقة، ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على
الاستماع، أو التفكير، أو الكلام، أو القراءة، أو الكتابة، أو التهجئة(الإملاء)،
أو في أداء العمليات الحسابية، وقد يرجع هذا القصور إلى إعاقة في الإدراك أو إلى
إصابة في المخ أو إلى الخلل الوظيفي المخي البسيط أو إلى عسر(صعوبة) القراءة أو
حبسة الكلام النمائية).
ثم بعد صدور
هذا التعريف بفترة من الزمن ظهر تعريف المجلس الوطني المشترك لصعوبات التعلم في عام
1981حيث يذكر
Hammill(1990) بأن لجنة مشتركة شكلها المجلس الوطني المشترك
تكونت من ست مؤسسات وطنية مهتمة بصعوبات التعلم، وافقت جميعها على تعريف مقترح
لصعوبات التعلم باستثناء جمعية الأطفال والراشدين الذين لديهم صعوبات تعلم الصعوبات
التعلمية، وقد كان نص التعريف " يعد مصطلح صعوبات التعلم مصطلحا عاما، يقصد
به مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات، تظهر على شكل صعوبات (واضحة) في اكتساب
واستخدام الكلام، أو الإصغاء (الاستماع)، أو الكتابة، أو القراءة ، أو الاستدلال،
أو القدرات الرياضية. وهذه الاضطرابات داخلية المنشأ ويفترض أنها تعود لقصور في
وظيفة الجهاز العصبي المركزي. وعلى الرغم من أن صعوبات التعلم قد تصاحب حالات من
الإعاقة ( مثل الإعاقة الحسية، أو التخلف العقلي، أو الاضطراب الانفعالي أو
الاجتماعي) أو تأثيرات بيئية (كالفروق الثقافية، والتعلم غير الملائم أو غير
الكافي، أو عوامل نفسية) إلا أنها ليست
ناتجة عن هذه الحالات أو المؤثرات"
ثم
بعد ذلك عادت اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم والتي تضم الجمعية الأمريكية
للكلام واللغة والسمع ، وجمعية الأطفال والراشدين الذين لديهم صعوبات تعلم، ومجلس
صعوبات التعلم ، وقسم الأطفال ذوي اضطرابات التواصل ، وجمعية القراءة الدولية ،
وجمعية أورتون لعسر(صعوبات) القراءة فعدلت ذلك التعريف في عام (1990م) ليصبح نصه :
" صعوبات التعلم مصطلح عام شامل يرجع إلى مجموعة متباينة من الاضطرابات التي
تعبر عن نفسها من خلال صعوبات (واضحة) في اكتساب واستخدام مهارات الاستماع أو
الكلام أو القراءة أو الكتابة ، أو الاستدلال أو العمليات الحسابية، وهذه
الاضطرابات ذاتية داخلية المنشأ والتي يفترض أن تكون راجعة إلى خلل وظيفي في
الجهاز العصبي المركزي يمكن أن يحدث خلال حياة الفرد ، كما يمكن أن تكون متلازمة
(متزامنة) مع مشكلات بالضبط الذاتي (إدارة الذات) أو مشكلات الإدراك أو التفاعل
الاجتماعي دون أن تؤدي هذه الأحوال إلى صعوبة تعلم بحد ذاتها، ومع أن صعوبات
التعلم قد تحدث متزامنة مع بعض ظروف الإعاقة الأخرى ( كالإعاقة الحسية، والتخلف
العقلي، والاضطراب الانفعالي الشديد جدا) أو مع مؤثرات خارجية (كالفروق الثقافية
والتعليم غير الملائم أو غير الكاف) إلا أنها ــ أي صعوبات التعلم ــ ليست ناتجة
عن هذه الظروف أو المؤثرات .
أما (اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم) The National JOINT Committee On learning Disabilties فقد استقرت
على تعريفها لصعوبات التعلم بأنها "
اصطلاح عام لمجموعة غير متجانسة من الاضطرابات الملحوظة في واحدة أو أكثر من
العمليات العقلية الأساسية ، المتضمنة فهم اللغة أو استخدامها شفهيا ، أو كتابيا
أوالهجاء(الإملاء)، أو الحساب ، أو التفكير ، ويعود سببها إلى سوء (خلل) في أداء
الجهاز العصبي المركزي ولا تعود إلى أسباب تتعلق بالإعاقة العقلية أو السمعية أو
البصرية أو غيرها من أنواع الإعاقة"
ويعد مصطلح صعوبات
التعلم بمثابة مصطلح عام يشير إلى مجموعه غير متجانسة من الاضطرابات التي تظهر
على هيئه صعوبات ذات دلاله في اكتساب واستخدام القدرة على الاستماع , أو التحدث
,أو القراءة أو الكتابة أو التفكير أو القدرة الرياضية على إجراء العمليات
الحسابية المختلفة .
أما وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية
السعودية فقد عرفتها "بأنها اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية
الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة والتي تبدو في
اضطرابات الاستماع والتفكير والكلام، والقراءة والكتابة(الإملاء، والتعبير،
والخط)، والرياضيات والتي لا تعود إلى أسباب تتعلق بالعوق العقلي أو السمعي أو
البصري أو غيرها من أنواع العوق أو ظروف التعلم أو الرعاية الأسرية"
مايهم في تعريفات صعوبات
التعلم هو الانتباه إلى أن الطالب الذي يعاني منها هو طالب عادي في قدراته العقلية
، لايعاني من مشاكل في الحواس ، ولايعاني من اضطرابات انفعالية ، وغير محروم من
المثيرات التعليمية في البيت أو في الصف ، وعلى الرغم من ذلك ، فإنه يفشل في واحدة
أو أكثر من المهارات الأكاديمية المطلوبة ممن هم في مثل عمره .
فعلى الرغم من اختلاف العلماء في صياغة التعريفات إلا أنهم يتفقون على
خصائص التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلـّم ، ولم يقتصر الأمر في التعريف على
الجهات الرسمية بل كان للجمعيات والمؤسسات الخيرية والتطوعية دور كبير في تعريف
صعوبات التعلـم ، وبناء على تنوع مصادر الاهتمام واختلاف أهدافه حظي مجال صعوبات
التعلـّم بتعريفات كثيرة ومتعددة .
فأوجه الاتفاق بين تلك
التعريفات أكثر من أوجه الاختلاف فهي تتفق رغم تنوعها، على عدد من الأسس التي
تعتبر قوام مفهوم صعوبات التعلم، كما أنها لا تختلف على أمر جوهري ألا وهو خصائص
وصفات التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم.
وقد ارتأت الجهات التشريعية
والقيادية في مجال التربية الخاصة بالمملكة العربية السعودية إدراكاً منها لأهمية
التطور بناءً على أسس علمية تجريبية واقعية الاستفادة – في الوقت الراهن – من
التعريف الفيدرالي الأمريكي بصفته أكثر التعريفات استخداماً في الولايات المتحدة
الأمريكية سواء كما ورد نصاً أو بإجراء بعض التعديلات. فاستناداً إلى ذلك التعريف
تم تعريف صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية "بأنها اضطرابات في
واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة
المكتوبة أو اللغة المنطوقة والتي تبدو في اضطرابات الاستماع والتفكير والكلام،
والقراءة والكتابة(الإملاء، والتعبير، والخط)، والرياضيات والتي لا تعود إلى أسباب
تتعلق بالعوق العقلي أو السمعي أو البصري أو غيرها من أنواع العوق أو ظروف التعلم
أو الرعاية الأسرية" .
فنجد أن هذا التعريف قد جمع
خصائص وعناصر اتفق عليها معظم الأخصائيين العاملين في هذا الميدان ، وقد
استخلص أبو نيان من هذا التعريف
عددا من العناصر التي تساعدنا في توضيح مفهوم صعوبات التعلم وهي على النحو التالي:
ـ أن صعوبات التعلـّم إعاقة مستقلة كغيرها من الإعاقات الأخرى .
ـ يقع مستوى الذكاء لمن لديهم صعوبات تعلـّم فوق مستوى التخلف العقلي
ويمتد إلى المستوى العادي والمتفوق ؛
ـ تتدرج صعوبات التعلـّم من حيث الشدة من البسيطة إلى الشديدة ؛
ـ قد تظهر صعوبات التعلـّم في واحدة أو أكثر من العمليات الفكرية
كالانتباه ، والذاكرة ، والإدراك ، والتفكير وكذلك اللغة الشفوية ؛
ـ تظهر صعوبات التعلم في واحدة أو أكثر من المجالات الأكاديمية
الأساسية والمهارات اللغوية كالتعبير الشفوي والكتابة ( التعبير والإملاء والخط )
والفهم المبني على الاستماع والمهارات الأساسية للقراءة وفهم المقروء والرياضيات
بوجه عام والاستدلال الرياضي .
ـ تظهر على مدى حياة الفرد ، فليست مقصورة على مرحلة الطفولة أو
الشباب ؛
ـ قد تؤثر على النواحي الهامة لحياة الفرد كالاجتماعية والنفسية والمهنية
وأنشطة الحياة اليومية .
ـ قد تكون مصاحبة لأي إعاقة أخرى، وقد توجد لدى المتفوقين والموهوبين.
ـ قد تظهر بين الأوساط المختلفة ثقافيا ً واقتصاديا ً واجتماعيا ً .
ـ ليست نتيجة مباشرة لأي من الإعاقات المعروفة ،
أو الاختلافات الثقافية ، أو تدني الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الحرمان البيئي
أو عدم وجود فرص للتعليم العادي .
إن الغرض من هذا المفهوم هو ضمان حق التلميذ والبالغ في الخدمات
التربوية، والخدمات المساندة وخدمات الانتقال والتدريب على متطلبات المهن بما في
ذلك المهارات الاجتماعية والإرشاد النفسي فذلك أقرب إلى تأهيله لحياة أكثر
استقراراً وسعادة.
وفي الختام، فإننا نستخلص من كل
التعاريف السابقة تعريفا نصه : " بأنها تلك الصعوبات التي تؤثر سلبا على
المهارات النمائية والأكاديمية ولا تعود أسبابها إلى أي نوع من أنواع الإعاقات
الأخرى أوظروف تعلم أوحرمان بيئي أوأسري "
(الشدادي،2013، صعوبات التعلم ــ المفاهيم والتشخيص وطرق التدريس)
للتواصل
ksa2006ksa@hotmail.com
للتواصل
ksa2006ksa@hotmail.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
دورة تدريبية لمعلمي صعوبات التعلم بمنطقة المدينة المنورة بعنوان (أولى الخطوات لمعلم صعوبات التعلم المستجد)
أقامت إدارة التربية الخاصة بمنطقة المدينة المنورة دورة تدريبية لمعلمي صعوبات التعلم المستجدين بالمنطقة تحت عنوان (أولى خطوات المعلم المستجد...

-
صعوبات التعلم Learning Disabilities مفهوم صعوبات التعلم يتضح من خلال مراجعة الأدبيات المتعلقة بصعوبات التعلم في أن هذا المصطلح (ص...
-
ا http://www.madinaedu.gov.sa/data.php?sp=mag&RnoS=y&s=14937 ا لإعلام التربوي / عمر البرناوي ... هنأ صاحب السمو الملكي ال...